كدت مصادر للأخبار أن شركة النجاح للأشغال الكبرى بصدد تدشين أول رحلة طيران رسمية من وإلى مطار نواكشوط الدولي/ أم التونسي، صباح الخميس: 23 يونيو 2016م، وذلك بعد مرور أكثر من سنتين ونصف على الأجل المحدد لاكتمال الأشغال في المطار حسب الاتفاق الموقع بين الحكومة الموريتانية وشركة النجاح.
ويأتي تدشين الرحلات الجوية رسميا بمطار نواكشوط الدولي/أم التونسي شهرًا قبل موعد انعقاد القمة العربية المرتقبة بالعاصمة نواكشوط في أواخر شهر يوليو القادم.
مواصفات المطار
ويضم المطار الجديد العديد من المباني، منها مبنى الركاب الرئيسي المشيد على مساحة 18 ألف متر مربع، فضلا عن مركب رئاسي تقول الشركة المشرفة على المطار إنه يتوفر على معايير الجودة العالمية وبجواره فندق وقاعة للمؤتمرات، فضلا عن مباني أخرى للصيانة والحماية المدنية والأمن ومصحة، ومباني إدارية أخرى وبرج للمراقبة.
ويتسع المطار لـ 2 مليون مسافر سنويا، كما يتكون من مدرجين، أحدهما بطول 3400مترا وعرض 60 مترا، فيما يبلغ طول المدرج الثاني 2400 متر وعرض 45 مترا.
وواجهت شركة النجاح انتقادات جراء التعديل في المواصفات التي تضمنتها الصفقة، حيث تم الحديث عن تغيرات أدخلتها الشركة على مخطط المطار، ما جعله يفقد العديد من المواصفات العامة الواردة في الاتفاق الأصلي.
صفقة مثيرة
وقد أثارت صفقة إنشاء المطار الكثير من الجدل وسط اتهامات بعدم اعتماد الشفافية في إجراءات منحها؛ حيث وصفتها صحيفة "الأخبار إنفو" بأنها "الصفقة الأكثر غموضا في التاريخ الحديث للبلاد".
وهي الصفقة التي تم منحها لشركة النجاح من قبل مجلس الوزراء في 13 أكتوبر 2011، فيما تولى الرئيس محمد ولد عبد العزيز وضع الرئيس الحجر الأساس للمطار في 27 نوفمبر 2011، وحدِّد تاريخ انتهاء الأشغال في المطار بأكتوبر 2013 ثم 31 يناير 2014، أي قبل أكثر سنتين ونصف.
وتقضى الصفقة بتنازل الحكومة الموريتانية لشركة النجاح عن أربع مائة وواحد وخمسين هكتارا وسبعين آرا، واثنين وستين سانتيارا (451 هكتارا، و70 آرا، و61 سانتيارا)، يرفعها غير أن تصريحات لوزير التجهيز والنقل حينها الوزير الأول الحالي يحي ولد حدمين تحدثت عن منح 800 هكتار من الأراضي للشركة بما فيها جزء من ساحة المطار القديم، وذلك مقابل إنجاز المشروع وفقا للمعايير الدولية.
تكاليف إضافية
وحسب دراسات أعدتها مكاتب استشارة صينية وفرنسية تم تقدير تكلفة إنشاء المطار بما بين 400 مليون ومليار دولار، فيما خططت شركة النجاح لكلفة تتراوح ما بين 200 و300 مليون دولار (60% لبناء المدرج و40% لأبنية المطار).
غير أن تكاليف جديدة لإنشاء المطار تجاوزت 32 مليار أوقية خارج صفقة بنائه، وذلك بفعل تأخر انتهاء الأشغال عن الموعد المحدد، إضافة إلى تكاليف أخرى من بينها المبلغ المدفوع لمكتب المراقبة الفنية EGIS، وقد تعاقدت معه الحكومة الموريتانية بمبلغ 12 مليون أورو لمدة 30 شهرا قبل أن يتم تمديدها مع استمرار أشغال المطار.
ومن بين التكاليف الإضافية للمطار اقتراض شركة النجاح 15 مليار أوقية من الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "اسنيم"، واقتراض الحكومة الموريتانية لـ 9,5 مليار أوقية تمت استدانتها في يوليو 2013 من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي، إضافة إلى 6,8 مليون أورو لصفقة بناء خزان وقود بالمطار بين شركة فرنسية والموريتانية للطيران.
إضافة تعليق جديد